من قتلها نحن أم الجوع

عثرت رجال الشرطة على جثة امرأة فى جبل ما . فظنوها قتيلة او منتحرة...... حتى حضر الطبيب وفحص امرها وقرر انها ماتت جوعآ. ماتت جوعآ فى بلادنا بلاد العروبه . ماتت وهذه مصائبنا . لم تمت هذه المسكينة فى مغارة منقطعة . او بيداء مجهل . فنفزع فى امرها الى قضاء الله وقدره..... كما نفعل فى حوادث الكون التى حول لنا فيها ولا حيلة . بل ماتت بين الناس وبصرهم.... وفى ملتقى غاديهم برائحهم ! . و لابد انها مرت قبل موتها بكثير من المنازل تطرقها .... فلم تسمع مجيبآ. ووقفت فى طريق كثير من الناس تسألهم المعونة على امرها.... فلم تجد من يمد اليها يده بلقمة واحدة تسد بها جوعتها!..... فما اقسى الإنسان .... وما ابعد الرحمة من فؤاده..... وما اقدره على الوقوف موقف الثبات والصبر امام مشاهد البؤس ومواقف الشقاء !... لم ذهبت هذه المسكينة الى الجبل فى ساعتها الأخيرة ؟ لعلها ظنت ان الصخر الين قلبا من الإنسان . فذهبت اليه تبثه شكواها!.........او ان وحش اقرب منه رحمة فجاءته تستجديه فضلة طعامه ! ...
الم يلتق بها احد فى طريقها فيرى صفرة وجهها ..... وترقرق مدامعها.............. وذبول جسمها........فيعلم انهاجائعة فيرحمها . الم يكن لها جار يسمع أنينها فى جوف الليل .... لقد كانت فى استطاعها تلك المرأة ان تعرض عرضها لمن يدفع .....فلم تفعل...... وكانت فى استطاعتها ان تسرق رغيفا تتبلغ به او مال تشترى به اكلها ..... فلم تفعل.
لأنها امراة شريفة تفضل ان تموت بحسرتها . على ان تعيش بعارها .
أأفقرت البلاد من خيراتها ؟
ام خلت من اصحاب القصور واصحاب الاموال
فماأعظم جريمة الأمة التى لا تموت فيها جوعا غير شرفأئها و أعفائها